خطر قادم يتهدد الفرشة المائية بجماعة عين الشقف...؟


خطر قادم  يتهدد الفرشة المائية بجماعة  عين الشقف...؟
تحقيق صحفي من إنجاز:  مبشور ليلى- العمراني خديجة – الزهواني ياسين- البوسعدني طه
تأطير: الأستاذ . زوهري ادريس
الثانوية التأهيلية التقدم- عين الشقف

في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم ، يعتبر المغرب من بين الدول المتضررة من آثارها خاصة في التراجع الذي تعرفه الموارد المائية الجوفية وذلك بالنظر إلى طبيعة مناخه الذي يعرف تدبدبا في التساقطات من سنة إلى أخرى وتوالي فترات الجفاف.
يعتبر حوض سايس من المناطق التي تعاني من الاستغلال المفرط لفرشتها المائية بسبب الطلب المتزايد على المياه في السقي الزراعي إضافة إلى مشكل التلوث، لذلك تعالت الأصوات منادية بضرورة التدخل لوقف هذا النزيف حماية لحق الأجيال الحالية والمستقبلية. ولمعالجة هذا الموضوع قام فريق "الصحفيون الشباب من أجل البيئة" لثانوية التقدم التأهيلية بزيارة للإدارات المسؤولة عن تدبير الموارد المائية وخاصة وكالة الحوض المائي لسبو إلى جانب زيارات ميدانية، وذلك بهدف تشخيص المخاطر التي تواجه الفرشة المائية بعين الشقف والوقوف على أهم التدخلات الكفيلة بمعالجتها. 
سهل سايس: فرشة سايس هبة الأطلس المتوسط
يغطي سهل سايس جهة فاس مكناس ويضم 4 أقاليم بمساحة مجملها 220كلم2  وساكنة تبلغ 3 مليون نسمة، كما تعرف المنطقة متوسط تساقطات يقدر ب 520ملم في السنة، يتوفر الحوض على طبقة مهمة تبلغ 4 مليار متر مكعب والتي تعمل على تغذية الغيون ودعم جريان المياه السطحية ترتبط الفرشة المائية بمنطقة فاس مكناس بالتركيبة الجيولوجية المكونة من الرمل والصلصال الرملي وهي محدودة بطبقة من الصلصال يتراوح سمكها بين 700متر و1000متر وهي طبقة غير نافذة لا تسمح بتسرب المياه وتشكل طبقة فاصلة بين المياه السطحية والمياه العميقة، على عمق يتراوح مابين 1000 متر و1300 متر. تضم المنطقة أنشطة اقتصادية مهمة خاصة في الميدان الفلاحي إذ تقدر المساحة القابلة للزراعة ب160 ألف هكتار ييتم سقي 50000 هكتار منها. مما يجعل الفرشة المائية الباطنية هدفها أساسيا للاستغلال.+

شبح الاستنزاف يهدد الفرشة المائية الباطنية
تتعرض الموارد المائية بجماعة عين للاستنزاف الحاد بسبب الضغط الناتج عن الطلب المتزايد على الماء والتغيرات المناخية كما يعزى كذلك بالأساس إلى حجم المياه الهائل المستغل في السقي الزراعي فحسب المعطيات الرسمية 5000 هكتار مسقية بواسطة الأودية والعيون و45000 هكتار مسقية بواسطة المياه الجوفية، علاوة على ذلك الانتشار الكبير للآبار العشوائية وغير المرخص لها سواء في السقي الزراعي أو الاستعمالات المنزلية كالمسابح مثلا يضاعف من الضغوطات الممارسة على الموارد الجوفية للمنطقة.
 وحسب تصريح رئيس مصلة تدبير وتنمية المياه بوكالة الحوض المائي لسبو فإن هذا الاستغلال المفرط سيؤدي إلى تراجع الموارد المائية والتي يتوقع أن تصل نسبة عجزها في أفق 2030 إلى  760-  مقابل 100- سنة 2015 . سيما في غياب روح المسؤولية والوعي لدى الفلاحين في اعتماد تقنيات وطرق ترشيد استعمال المياه.

 غياب شبكة التطهير السائل معضلة تضاعف من مشاكل الفرشة المائية
تعرف معظم الدواوير بجماعة عين الشقف وبسهل سايس عامة غياب قنوات الصرف الصحي وشبكات التطهير السائل، مما يمثل خطرا محتما على الفرشة المائية بالمنطقة، فمياه الصرف الصحي تتسرب إلى المياه الباطنية، مما يتسبب في تلويث المخزون المائي  وفي ظل غياب معطيات إحصائية ومن خلال تصريحات السكان يتعرض العديد من الأشخاص لأمراض وأوبئة عديدة نتيجة استهلاك المياه الجوفية الملوثة وغير المعالجة.
تدخلات محدودة هل تستطيع تجاوز الكارثة؟
نظرا لتعدد الإكراهات التي تعاني منها الموارد المائية بسهل سايس والتي تعد عائقا أمام تنميتها وحمايتها بات من الضروري اعتماد أساليب جديدة لتدبير الموارد المائية بشكل عقلاني ، بحيث تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية للساكنة إلى جانب التحديات المناخية التي يشهدها العالم، وفي نفس السياق قدم لنا السيد سرغيني استراتيجية تدبير الموارد المائية الجوفية " عقدة الفرشة المائية" بتعاون مجموعة من الشركاء كوزارة الفلاحة وقطاع الماء والمكتب الوطني للماء والكهرباء ومؤسسات البحث العلمي...وتقوم هذه العقدة على أربعة محاور أساسية:
1-    تنمية العرض من الموارد المائية، من خلال تعبئة موارد مائية إضافية واستبدال استعمال المياه الجوفية بالسطحية
2-    تدبير الطلب وحماية الموارد المائية الجوفية، عبر تعزيز مراقبة استعمالها وترشيدها وتنميتها، مع التطعيم الاصطناعي للفرشة الباطنية وإعادة استعمال المياه العادمة في السقي
3-    تحسين الإطار المعرفي من خلال تتبع وضعية الموارد المائية وتطوير البحث العلمي، مع وضع منظومة التبادل المعلومات  والمعطيات التقنية حول الفرشة المائية
4-    التواصل والتكوين عبر تطوير اتفاقية التعاون والشراكة ، من خلال التحسيس والتأطير وتعميق التواصل

وفي انتظار تفعيل كل مضامين عقدة الفرشة المائية، تبقى هذه الأخيرة عرضة للاستغلال غير العقلاني  بموازاة مع ضعف المراقبة وزجز المخالفين. خاصة وأن واقع الحال ومعاينتنا الميدانية توضح حجم استنزاف المياه من قبل زحف الإسمنت والسكن العشوائي على الأراضي الفلاحية. لذلك يحق لنا أن ندق ناقوس الخطر وننبه إلى مستقبل مواردنا المائية؟؟؟ 


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق